مقدمــة
يتطلب أي نشاط يقوم به الإنسان في أي مجال من مجالات الحياة التوقف في محطات معينة قصد التحقق من مدى التقدم الذي أحرزه، و تحديد نوع المشكلات التي يمكن أن تكون قد أثرت في نتائج هذا النشاط. و في المجال التربوي، فإن تقويم تعلم التلميذ هو أهم محتويات المنهاج، فبواسطته يمكن الحكم على مدى صلاحية الأهداف التربوية، و كذا المقررات الدراسية، الطرق و الوسائل التعليمية. فالتقويم إذن، ليس خطوة من خطوات العمل التربوي، و إنما هو عملية مستمرة في جميع الأنشطة التربوية المختلفة، تجيب عن مجموعة من الأسئلة منها :
كيف نحدد أثر ما درسناه؟، كيف نتحقق من حدوث عملية التعلم؟ ما مدى حدوثها؟، ما هي العوائق التي حالت دون تحقق العملية التربوية ؟ إلى غير ذلك من الأسئلة ذات العلاقة بالعملية التربوية. و يتجلى دور التقويم في الإجابة عن هذه الأسئلة التي من شأنها أن تحسن من سوية القرارات التي يتخذها المعلم من خلال كونها تزوده بمعلومات موضوعية يستطيع أن يستند إليها. كما تساعد في تقدير نظام التدريس نفسه، و منه النظام التربوي ككل.
أما دور التقويم بالنسبة للتلاميذ فيظهر في :
تكوين الدافعية لدى التلاميذ للتعلم.
زيادة مستوى التنافس و النشاط.
معرفة التلاميذ بأنفسهم و بما حققوه.
و الآن بعد هذه المقدمة المقتضبة التي يبدو أنها كافية لإحلال موضوع التقويم موضعه في إطار المنهاج التربوي، ما معنى التقويم ؟
مفهوم التقويم
التقويم عملية معرفية تتطلب إصدار أحكام حول قيمة الأشياء، و الأفكار، و الأعمال، و الحلول، و الطرق، و المواد، و الأهداف،… لغرض محدد و هو المستوى الأعلى من المجال المعرفي وفق
صنافة بلومBLOOM الهرم المعرفي نسبة لعالم علم النفس ( بلوم ) ويتضمن العمليات العقلية مرتبة على النحو التالي:
1ـ المعرفة أو التذكر
2ـ الفهم أو الاستيعاب
3ـ التطبيق العملي
4ـ التحليل
5ـ التركيب
6ـ النقد والتقويم وهو قمة الهرم المعرفي
، و يمر عبر سلسلة من النشاطات تصمم لقياس مدى فعالية النظام التربوي ، تستدعي الخروج بأحكام حول مدى مطابقة المادة للمحك أو للمعيار ، و يتضمن هذا ترجيح اقتراح ، و مقارنة عمل بأعمال أخرى ذات مستوى معلوم من الجودة .
قد يبدو هذا المفهوم غامضا إلى حد ما ، لكنه قد يتضح بشكل أفضل في أركانه من خلال بعض تعاريفه
تعريف التقويم
بلوم BLOOM B.S : مجموعة منظمة من الدلالات التي تبين فيما إذا جرت بالفعل تغيرات على مجموعة من المتعلمين ، مع تحديد مقدار أو درجة ذلك التغير على التلميذ بمفرده.
ميجر MAGER: فعل التقويم هو مقارنة مقياس مع مثال أو معيار ثم إصدار الحكم على المقارنة. رمزية الغريب: عملية إصدار الحكم على قيمة الأشياء أو لأشخاص أو الموضوعات.
سعـادة جودت: الجهود التي تبذل لتقييم أثر البرامج التربوية ، و ما يتطلب ذلك من نشاطات تتعلق بأبحاث و فحص البيانات و توضيح التناقض بين الأهداف
العامة و التوصل إلى وضع القرار.
وهيب سمعان: العملية التي يتم بها إصدار حكم على مدى وصول العملية لأهدافها ، و مدى تحقيقها لأغراضها ، و العمل على كشف نواحي النقص في
العملية أثناء سيرها .
فما هو أهم ما تجمع عليه هذه التعاريف ؟
تجمع التعاريف السابقة على:
إن التقويم عملية تتضمن نشاطا متميزا و مستمرا
الحصول على معلومات و بيانات وصفية أو تفسيرية كاملة و واقعية.
مقارنتها – المعلومات و البيانات – بإرجاعها إلى إطار عام مرجعي .
إصدار الحكم على الشيء المقوم.
اتخاذ القرارات السليمة الممكنة من بين مجموعة من البدائل المتوفرة " و هو جوهر التقويم "
إن التقويم عملية شاملة تتناول مختلف جوانب الشيء المقوم.
هل يمكنك تلخيص ذلك ؟
التقويم عملية جمع المعلومات عن ظاهرة ما سواء أكانت كمية أو نوعية، ثم تصنيفها و تحليلها و تفسيرها بهدف إصدار الحكم أو القرار، بقصد تحسين الفعل التربوي .
وردت في مفهوم و تعاريف التقويم بعض من المصطلحات الوثيقة الصلة به. فما هي هذه المصطلحات ؟
كثيرة تلك التي وردت. نعم ، لكن سنقتصر على أهمها حتى لا يتشعب الموضوع .
بعض المفاهيم المرتبطة بالتقويم
القياس: عملية يتم بواسطتها الحصول على بيانات أو معلومات عن الظاهرة أو الشيء الذي نقيسه ، و ذلك باستخدام أساليب و أدوات معينة لجمعها ،
يعرف القياس:
حسن حسين: قياس الشيء هو عملية التحقق من مداه أو أبعاده أو قيمته أو درجته أو سعته.
رمزية القريب: تقدير الأشياء أو المستويات تقدير كميا وفق إطار من المقاييس المدرجة.
جيل فوردGUILFORD J.P. :هو ربط عدد بشيء أو حدث حسب قاعدة مقبولة منطقيا.
ميجر MAGER: تحدد عملية القياس أهمية و امتداد بعض الخصائص بالنسبة لموضوع ما أو شخص ما ، فعندما نحدد مثلا طول غرفة أو وزن شيء فإننا نقوم بالقياس.
محمد عبد السلام أحمد: مجموعة مرتبة من المثيرات أعدت لتقيس بطريقة كمية أو كيفية بعض العمليات العقلية أو السمات أو الخصائص النفسية.
تلك بعض من تعاريف القياس ، فما هي العناصر التي تتفق عليها هذه التعاريف ؟
تتفق هذه التعاريف على أن القياس:
جمع المعلومات و الملاحظات الكمية عن موضوع القياس.
استخدام أدوات و أساليب مناسبة .
حسنا ! فما هو القياس في العملية التربوية ؟
القياس في المجال التربوي: هو عملية ترمي للحصول على نتائج و معلومات متعلقة بقدرات و خصائص التلاميذ، أو بعمليات مختلفة قام بها التلميذ أو عدة تلاميذ أثناء درس أو جـزء من الدرس ، أو عدة دروس .
إلى هنا، يكون مصطلح القياس واضحا، و علاقته بالتقويم وطيدة، بل يكمن القول، أن لا وجود للتقويم بدون قياس. جيد.
فهل هناك مصطلح آخر بحاجة إلى تحديد مفهومه ؟
نعم، مصطلح تقويم تعلم التلميذ.
حسنا، فما معنى تقويم تعلم التلميذ ؟
تقويم تعلم التلميذ: تلك الأنشطة التي يتم تصميمها من قبل المعلم لقياس تحصيل المتعلم، و من الواضح أن النتائج الخاصة بتقويم التلاميذ هي واحدة من أهم جوانب البيانات التي تؤخذ في الحسبان في قياس مدى فعالية النظام التربوي ككل، و يشترط حتى تكون النتائج واقعية أن تتصف الأداة الخصائص التي تشكل الأساس الخاص بالإجراءات الفعالة لتقويم التلاميذ، و يمثل تقويم تعلم التلاميذ الجزء الذي يقوم به المعلم و هو جزء من مهامه في جميع مراحل و خطوات التدريس، فهل أنت متمكن من توفير الخصائص المذكورة آنفا في أداة قياسك لتعلم التلاميذ ؟. التي يصممها المعلم بخصائص أساسية، هي الصدق و الثبات و الشمولية و الحساسية و الموضوعية, كما ينبغي أن تكون منصفة و ذات فائدة للتلاميذ و هي
إن هذه الخصائص ليست واضحة تماما بالنسبة لي كمعلم. و ستبقى كذلك إلى حين مناقشتها بالتفصيل أثناء الحديث عن خصائص الاختبار الجيد.
تقويم التدريس: هو جزء من التقويم التربوي، و أحد حلقاته ينصب على إحدى منظومات التدريس،كالأهداف أو المقرر أو الطرق أو الوسائل ،سواء أكانت في شكلها الكلي، أو الخاصة بجزء من منظومة التدريس، كأن ينصب التقويم على وحدة تدريس، أو درس واحد، أو جزء منه. و يهدف تقويم التدريس إلى:
تحسين التدريس من خلال تنقيح و تعديل الأهداف التدريسية، و كذا محتوياته ،و طرقه، و وسائله.
مساعدة المعلم على تعديل إستراتيجياته في التدريس.
التقويم التربوي: لا يختلف مفهوم التربوي عن المفهوم العام للتقويم إلا في مجاله.
ويعرفه حسن حسين زيتون كما يلي: هو عملية منظومية يتم فيها إصدار حكم على منظومة تربوية ما. أو أحد مكوناتها، أو عناصرها، بغية إصدار قرارات تربوية تتعلق بإدخال تحسينات أو تعديلات أو إصلاح لتلك المنظومة التربوية او على مكوناتها أو عناصرها.
فما هي خصائص التقويم التربوي؟.
يتميز التقويم التربوي بخصائص أهمها :
عملية مخططة تتم وفق أهداف محددة سلفا.
عملية مستمرة و شاملة و متسلسلة في جميع مراحل التعليم.
عملية علمية مبنية على المبادئ التي تحكم النشاط العلمي و هي الصدق والثبات والموضوعية. و هي المبادئ التي سنتناولها بالتفصيل في مرحلة لاحقة.
هل هناك غيرها من المفاهيم التي لها علاقة بالتقويم التربوي؟
نعم، هناك غيرها.
فلماذا إذن هذه المفاهيم دون غيرها ؟
إن اختيار هذه المفاهيم دون غيرها، في حدود هذه الحصة، كان لسبب العلاقة القائمة بينها، و يبدو ذلك واضحا من خلال تحديدها، و يمكن توضيح العلاقة القائمة بين هذه المفاهيم في الشكل التخطيطي رقم 1.1
فالشكل رقم 1.1 يبين العلاقة بين المفاهيم التي وردت في الحصة.
إذا كان التقويم في العمل التربوي بهذه الأهمية، و في مثل هذا التعقيد، فما هي الأساليب التي بواسطتها يمكن جمع البيانات و المعلومات من أجل التقويم؟
سؤال جيد.
أساليب التقويم
توجد عدة أساليب لجمع المعلومات و البيانات في المجال التعليمي. و يتوقف اختيار الأسلوب على الهدف من التقويم، لذا لابد من اختيار الأسلوب أو الأساليب الأكثر مناسبة للهدف، و كلما تنوعت الأساليب كان ذلك أجدى لاتخاذ القرارات المناسبة .
و يمكن هنا ذكر بعض الأساليب ،دون التعرض إلى تفاصيل شرحها و هي:
1. نتائج تقديرات التلاميذ.
2. الاستبيانات و المقابلات الشخصية.
3. الملاحظات الخارجية.
4. أراء المدرسين و العاملين بشكل مباشر في النظام التعليمي.
5. أراء ذوي الاتصال غير المباشر بالنظام التعليمي.
إن ذكر الأساليب دون الشرح يتسم ببعض الغموض، فهلا كان بعض الشرح؟.
بعض التفاصيل للأسلوبين الأول و الثاني
نتائج تقديرات التلاميذ
تعلق الأمر هنا بتحليل النتائج التي تفرزها هذه التقديرات، و عندما تكون التقديرات صحيحة،ستلقي ضوءا كبيرا على سير العملية التعليمية،و تبرز تلك الأهداف التي تحققت و تلك التي لم تتحقق، و قد تكشف النتائج عن عدد من الأسباب الكامنة وراء عدم تحقق الأهداف، و من ذلك على سبيل المثال
عدم ملاءمة الأهداف لهذا المستوى من التعليم، أي أنها غير واقعية.
طرق التدريس لا تتماشى و الأهداف.
طرق التقدير غير ملائمة.
المقررات الدراسية غير مشبعة بالأهداف المراد تحقيقها.
إن مثل هذا التحليل يسمح بتطوير النظام التعليمي، لكن لا يمكن الاعتماد على نتائج التقديرات ما لم يكن نظام و طريقة و أدوات التقدير ملائمة. و هو ما سنفرده بالتفصيل لاحقا.
استبيانات و مقابلات التلاميذ
إن التغذية الراجعة من التلاميذ فيما يخص أراءهم و خبراتهم حول الطرق و الوسائل و المقررات الدراسية ذات فائدة للنظام التعليمي من أجل التحسين و التطوير. و يمكن معالجة هذه الآراء و الخبرات إما بالطريقة الموضوعية أو بأسلوب التنوير ،وهناك طرق كثيرة تحقق ذلك أخـذ معظمها من حقـل قياس الاتجاهات ، مـن مثل مقياس ليكرت LIKERT .كما أن مقابلات التلاميذ الشخصية تمكن من الغوص أكثر في أعماق مجالات خاصة من الاهتمامات ،و عيبها الوحيد، أنها تستغرق وقتا طويلا.
بينت أساليب تقويم نتائج تقديرات التلاميذ موقع المعلم أو الأستاذ في عملية تطوير النظام التربوي باعتباره المصدر الأول في تقديم البيانات و المعلومات الضرورية، الوصفية منها و الكمية لنتائج الفعل التربوي، و أي خطأ أو نقص في هذه البيانات و المعلومات سيؤدي حتما إلى استنتاجات خاطئة ومنه إلى اتخاذ قرارات غير مناسبة .
لندع مؤقتا، الأسلوب الثاني في جمع المعلومات، و نفرد الأسلوب الأول بنوع من التفصيل و نتحدث عن طرق تقدير مجهودات التلاميذ.
فما هي طرق تقدير نتائج أعمال التلاميذ ؟
هي الاختبارات.
نعم، و ما هي الوسيلة المعتمدة في الاختبارات ؟
إنها الأسئلة.
حسنا! ما نوعها ؟
لا جواب عندي.
لا بأس! عليك بقراءة الفقرات الخاصة بموضوع "طرق تقدير نتائج أعمال التلاميذ".
طرق تقدير نتائج أعمال التلاميذ
هناك طرق كثيرة يمكن بواسطتها تقدير نتائج مجهودات التلاميذ، أكثرها شيوعا هي الاستجابات المكتوبة من نوع "الورق و القلم". و تحتضن هذه الطريقة مجموعتين أساسيتين من أساليب التقدير هي الاختبارات التقليدية الاختبارات الموضوعية .
الاختبارات التقليدية: و هي ثلاثة أنواع .
اختبارات المقال:
إن أهم ما يميز اختيارات المقال هو الحرية التي توفرها للتلميذ في إعطاء الاستجابات المطلوبة ، حيث يكون حرا في تقدير الكيفية التي سيعالج بها المشكلة المطروحة. و هي بالتالي تؤكد على القدرة على الإنتاج و التكامل و التعبير عن الأفكار، كما تظهر مهارات التلميذ على الاتصال الكتابي، و من نقاط الضعف في اختبارات المقال، أنه من الصعب تصحيحها بطريقة تتسم بالثبات، كما تستغرق وقتا طويلا للتصحيح، و تقتصر على جوانب محدودة من المقرر الدراسي.
أسئلة الإجابة القصيرة:
تكون أسئلة الإجابة القصيرة أكثر مرونة، و يكون المصحح فيها قادرا على التركيز على مظاهر محددة من الإجابة، كما تسمح بتغطية أوسع لمحتوى المقرر. لكن بالرغم من ذلك فإن ثبات التقديرات بين المصححين لا يكون بالدرجة المقبولة، كما أن تغطيتها لمحتوى المقرر لا تكون كافية.
المشكلات: هي طريقة جيدة لفحص المستوى المتوسط و العالي من مستويات المعرفة (الفهم، التطبيق، التحليل) و كذا الكشف عن التفكير الاستدلالي.
و تعد بعض المواد من مثل :الرياضيات والعلوم أيسر للتقدير بواسطة المشكلات من غيرها.
الاختبارات الموضوعية:
تستخدم الاختبارات الموضوعية لقياس العديد من نواتج التعلم في مجال المعرفة، و هي في نظر الكثيرين تختبر القدرات المتعلقة بالمستويات المعرفية الدنيا، إلا أنه يمكن تصميم بنود لاختبارات القدرات في المستويات المعرفية العليا، مع الاعتراف بصعوبة ذلك.
من مزاياها:
تتمتع بموضوعية تامة و ثبات تام بين نتائج المصححين.
تغطي عينة ممثلة لأهداف المقرر.
يمكن الوقوف على صعوبة بنود الاختبار و من ثم تعديل مستوى صعوبته.
سهلة التصحيح.
من نقاط الضعف:
صعبة الإعداد و مكلفة.
لا يستطيع المدرس معرفة المبرر الكامن وراء اختيار الإجابة.
من الصعوبة، و في حالات كثيرة من غير الممكن، بناء اختبارات موضوعية لقياس المستويات العليا للمعرفة.
من أنواع الاختبارات الموضوعية:
منها ما يقيس التعلم البسيط (العمليات العقلية الدنيا) و منها ما يقيس التعلم المركب (العمليات العقلية العليا)
قد تقول: جميل كل ما قيل سابقا، لكن كيف أحصل على أداة جيدة (اختبار) يحقق ذلك؟
حسنا! هناك خطوات عامة تمكن من بناء أو اختيار أداة تعطى تقديرات أكثر واقعية ،
تابع الموضوع !
خطوات عامة في بناء الاختبار
إن بناء أي اختبار تقويمي يمر حتما عبر سلسلة من التحديدات الضرورية، و يبين مخطط الشكل2.1 مختلف هذه المراحل
بناء الاختيار الخطوات هي:
تحليل محتوى المادة الدراسية: و يعني حصر كل الموضوعات التي حضيت باهتمام المدرس أثناء عملية التدريس، و يتحقق ذلك بإعداد قائمة
بالموضوعات التي تتضمنها المادة بأكبر قدر من التفصيل و في أبسط صورة ممكنة.
إعداد جدول لربط المحتوى بالسلوكات:
جدول ربط المحتوى بالسلوكات
المجموع% التفسير تطبيق المبادئ و التعليمات فهم المبادئ و التعليمات الحقائق النوعية المصطلحات السلوكيات المحتوى
100% المجموع
و يتضمن الجدول الموضوعات و نواتج التعلم و على هذا الأساس يتم تحديد الأسئلة
لتي سيتم إعدادها مرتبطة بكل هدف وفي كل موضوع و لعل الطريقة الأسهل حسب ما يقترحه بلوم BLOOM هي إعداد جدول ثنائي بهذا الشكل
تحديد الوضع النسبي لكل موضوع:و من المحكات المستخدمة في تحديد الوضع النسبي (الزمن المخصص لكل موضوع،أهمية الهدف في كل
الموضوع، صعوبة الموضوع).
بناء المفردات: و ذلك لكل خلية في المصفوفة.
اختيار المفردات: أي اختيار عينة من المفردات بطريقة معقولة حسب الهدف من الاختبار.
تجميع المفردات: و ذلك في مجموعات جزئية وفق نوع معين من السلوك،أو التجانس ، أو من السهل إلى الصعب … الخ
وضع مخطط للتصحيح
إعطاء التعليمات للتلاميذ…
و بتتبع هذه الخطوات ستحصل على اختبار أقرب إلى الموضوعية و الثبات و الصدق و الشمولية.
مفهوم التقويم وأساليبه
(1) مفهوم التقويم :
التقويم معروف منذ القدم ، وإن كان حديث العهد في التربية والتعليم ،وهو تحديد مدى قيمة شئ معين أو حدث معين .
أي أن التقويم وسيلة لإدراك نواحي القوى لتأكيدها والاستزادة منها والوقوف علي نواحي الضعف لعلاجها أو تعديلها .
وعليه يمكن تحديد معنى التقويم بأنه "العملية التي يقوم بها الفرد أو الجماعة لمعرفة ما يتضمنه أي عمل من الأعمال من نقاط القوة والضعف ومن عوامل النجاح أو الفشل في تحقيق غاياته المنشودة منه على أحسن وجه ممكن"
ويقول الدكتور أبو الفتوح رضوان في كتابه المدرس في المدرسة والمجتمع في سياق تعريفه التقويم
"إن التقويم ينير لنا طريق التعليم ، وبدونه لا نعرف مدى التقدم الذي أحرزته المدرسة ،والذي حققه المدرس والتلاميذ ، سواء في الفصل أو خارجه أو خارج المدرسة نفسها ، وبدونه لا نعرف أسباب ما نقابل من توفيق أو صعوبات وبدونه كذلك لا نستطيع العمل "
كما يرد عنه قول جرين وآخرين في كتابهم ،" القياس والتقويم " يفهم عادة على أنه مصطلح شامل واسع المعنى ،تتدرج تحته جميع أنواع الاختبارات والوسائل المستعملة لتقويم التلميذ ، ومنها اختبارات التحصيل ومقاييس الاستعدادات والميول ،ومقاييس الشخصية ، ولا يفصل هذه الأنواع بعضها عن بعض فاصل بل كلها تدخل تحت مفهوم واحد هو التقويم"
وعملية التقويم ليست تشخيصا للواقع بل هي علاج لما به من عيوب إذ لا يكفي أن نحدد أوجه القصور وإنما يجب العمل على تلافيها والقضاء عليها في عملية تشخيصية وعلاجية هامة ليس فقط في مجال التربية ، وإنما في جميع مجالات الحياة ، فطالما يقوم الإنسان بعمل فعليه يعرف نتيجة هذا العمل، وعليه أن يعرف ما وقع فيه من أخطاء حتى لا يكررها وصولا إلى أداء أفضل.
الفرق بين التقويم والقياس :
تختلف عملية التقويم عن القياس ، وتنحصر هذه الاختلافات في الأتي :
(1) القياس يقيس الجزء ،والتقويم يتناول الكل ، فإذا كان القياس يعني بنتائج التحصيل ، فإن التقويم يتناول السلوك والمهارات والقدرات والاستعدادات وكل ما يتعلق بالعملية التربوية مرورا بالمنهج والمعلم والتوجيه الفني والمبنى المدرسي والمكتبة …… إلى آخر ذلك
(2) القياس وحده لا يكفي للتقويم لأنه ركن من أركانه ،فإذا قلنا أن وزن ما أربعون كيلو جراماً مثلاً فإن هذا التقدير الكمي لا يمدنا بأية فكرة عما إذا كان هذا الشخص يتمتع بصحة جيدة أو يعاني ضعفاً ما في صحته أو عما إذا كان هذا الوزن مناسباً لذلك الشخص أم لا ، والطبيب عندما يكشف على المريض يبدأ بقياس النبض والحرارة والضغط ليسهل عليه تشخيص المرض فإذا تم تشخيصه للمرض وإذا درس التغيرات الطارئة على صحة المريض ، وقدر مدى التحسن في حالته ، وأثر العلاج في ذلك فهذا تقويم .
(3) التقويم عملية شاملة بينما القياس عملية محددة فتقويم التلميذ يمتد إلى جميع جوانب نموه قياس ذكاء وتحصيل وتعرف على عاداته واتجاهاته العقلية والنفسية والاجتماعية وجمع معلومات كمية أو وصفية لها علاقة بتقدمه أو تأخره سواء كان ذلك عن طريق القياس أو الملاحظة أو المقابلة الشخصية أو الاستفتاءات أو بأية طريقة من الطرق ، وتقويم المنهج يمتد إلى البرامج والمقررات وطرق التدريس والوسائل والأنشطة وعمل المعلم والكتاب المدرسي أما القياس فهو جزئي يقتصر على شيء واحد فقط أو نقطة واحدة كقياس التحصيل والأطوال والأوزان مثلا ، أي أن التقويم أعم من القياس وأوسع منه معنى .
(4) يهدف التقويم إلى التشخيص والعلاج ، ويساعد على التحسن والتطور ، أما القياس فيكتفي بإعطاء معلومات محددة عن الشيء أو الموضوع المراد قياسه .
(5) يرتكز التقويم على مجموعة من الأسس مثل الشمول والاستمرارية والتنوع والتكامل ….الخ ، بينما يرتكز القياس على مجموعة من الأدوات أو الوسائط يشترط فيها الدقة المتناهية .
-3-
أهميـة التقويـم :
يستمد التقويم أهميته الأساسية في مختلف الميادين من ضرورة الاعتماد عليه في قياس وتقدير مدى تحقق . الأهداف المنشودة من كل عملية وفي كل ميدان وبخاصة في الميدان التعليمي حيث تظهر أهمية فيما يلي :
1- يعتبر التقويم ركناً أساسياً في العملية التربوية بصفة عامة ، وركناً من أركان عملية بناء
المناهج بصفة عامة .
2- لم يعد التقويم مقصوراً على قياس التحصيل الدراسي للمـواد المختلفة ، بل تعـداه إلى
قياس مقومات شخصية التلميذ من شتى جوانبها ، وبذلك اتسعت مجلاته وتنوعت طرقه
وأساليبه .
3- أصبح التقويم في عصرنا الحاضر من أهم عوامل الكشف عن المواهب وتمييز أصحاب
الاستعدادات والميول الخاصة وذوي القدرات والمهارات الممتازة .
4- التقويم ركن هام من أركان التخطيط لأنه يتصل اتصالاً وثيقاً بمتابعة النتائج وقد يكشف
التقويم عن عيب المناهج أو الوسائـل أو عن حضور في الأهـداف فينتهي إلى نتائج
وتوصيات تعرض على التخطيط ، ثم تأخذ سبيلها للتنفيذ حيث تبدأ المتابعة فالتقويم من
جديد … وهكذا .
5- يساعد كل من المعلم والتلميذ على معرفة مدى التقدم في العمل المدرسي نحو بلـوغ
أهدافه وعلى تبين العوامل التي تؤدي إلى التقدم أو تحول دونه ثم على دراسته ما يلزم
عمله للمزيد من التحسن والتطور .
سمات التقويم الجيد :
من أهم سمات التقويم الجيد ما يأتي :
(1)التناسـق مـع الأهـداف :
من الضروري أن تسير عملية التقويم مع مفهوم المنهج وفلسفته وأهدافه ، فإذا كان المنهج يهدف إلى مساعدة التلميذ في كل جانب من جوانب النمو ، وإذا كان يهدف
إلى تدريب التلميذ على التفكير وحل المشكلات وجب أن يتجه إلى قياس هذه النواحي .
-4-
(2)الشمـول:
يجب أن يكون التقويم شاملا الشخص أو الموضوع الذي نقومه ، فإذا أردنا أن نقوم أثر المنهج على التلميذ فمعنى ذلك أن نقوم مدى نمو التلميذ في كافة الجوانب العقلية والجسمية والاجتماعية والفنية والثقافية والدينية ، وإذا أردنا أن نقوم المنهج نفسه فيجب أن يشمل التقويم أهدافه والمقرر الدراسي والكتاب وطرق التدريس والوسائل التعليمية والأنشطة .
وإذا أردنا أن نقوم المعلم فإن تقويمه يتضمن إعداده وتدريبه ومادته العلمية وطريقة تدريسه وعلاقته بالإدارة المدرسين وبالتلاميذ وبأولياء أمورهم . أي أن التقويم ينصب على جميع الجوانب في أي مجال يتناوله .
(3)الاسـتمراريـة :
ينبغي أن يسير التقويم جنباً إلى جنب مع التعليم من بدايته إلى نهايته فيبدأ منذ تحديد الأهداف ووضع الخطط ويستمر مع التنفيذ ممتداً إلى جميع أوجه النشاط المختلفة في المدرسة وإلى أعمال المدرسين ، حتى يمكن تحديد نواحي الضعف ونواحي القوة في الجوانب المراد تقويمها وبالتالي يكون هناك متسع من الوقت للعمل على تلافي نواحي الضعف والتغلب على الصعوبات.0
(4)التكامـل:
وحيث أن الوسائل المختلفة والمتنوعة للتقويم تعمل لغرض واحد فإن التكامل فيما بينهما يعطينا صورة واضحة ودقيقة عن الموضوع أو الفرد المراد تقويمه وهذا عكس ما كان يتم في الماضي إذ كانت النظرة إلى الموضوعات أو المشكلات نظرة جزئية أي من جانب واحد ، وعندما يحدث تكامل وتنسيق بين وسائل التقويم فإنها تعطينا في النهاية صورة واضحة عن مدى نمو التلميذ من جميع النواحي .
(2) التعــاون :
يجب ألا ينفرد بالتقويم شخص واحد ، فتقويم المدرس لي وقفاً على المدير أو الموجه بل شركة بين المدرس والمدرس الأول والمدير والموجه بل والتلاميذ أنفسهم ، وتقويم التلميذ يجب أن يشترك فيه التلميذ والمدرس والآباء من أفراد المجتمع المحيط بالمدرسة .
-5-
وأما عن تقويم الكتاب فمن الضروري أيضاً أن يشترك فيه التلاميذ والمعلمين والموجهين وأولياء الأمور ورجال التربية وعلم النفس .
(6)أن يبنى التقويم على أساس علمي:
أي يجب أن تكون الأدوات التي تستخدم في التقويم صادقة وثابتة وموضوعية قدر الإمكان ، لأن الغرض منها هو إعطاء بيانات دقيقة ومعلومات صادقة عن الحالة أو الموضوع المراد قياسه أو تقويمه ،وأن تكون متنوعة وهذا يستلزم أكبر عدد ممكن من الوسائل مثل الاختبارات والمقابلات الاجتماعية ودراسة الحالات …الخ ، فعند استخدام الاختبارات مثلا يطلب استخدام كافة الاختبارات التحريرية والشفوية والموضوعية والقدرات وبالنسبة لاستخدام طريقة الملاحظة يتطلب القيام بها في أوقات مختلفة وفي مجالات مختلفة وبعدة أفراد حتى نكون على ثقة من المعلومات التي نصل إليها .
(7)أن يكون التقويم اقتصادياً:
بمعنى أن يكون اقتصادياً في الوقت والجهد والتكاليف ، فبالنسبة للوقت يجب ألا يضيع المعلم جزءاً من وقته في إعداد وإجراء وتصحيح ورصد نتائج الاختبارات لأن ذلك سيصرفه عن الأعمال الرئيسية المطلوبة ،وبالنسبة للجهد فلا يرهق المعلم التلاميذ بالاختبارات المتتالية والواجبات المنزلية التي تبعدهم عن الاستذكار أو الاطلاع الخارجي أو النشاط الاجتماعي أو الرياضي فيصاب التلميذ بالملل ويكره الدراسة وينفر منها ولهذا كله أثره على تعليمه وتربيته وبالنسبة للتكاليف فمن الواجب ألا يكون هناك مغالاة في الإنفاق على عملية التقويم حتى لا تكون عبئاً على الميزانية المخصصة للتعليم .
(
أن تكون أدواتـه صالحـة :
بمعنى أن التقويم الصحيح يتوقف على صلاح أدوات التقويم ، وأن تقيس ما يقصد منها بمعنى أن لا تقيس القدرة على الحفظ إذا وضعناها لتقيس قدرة التلميذ على حل المشكلات مثلا ، وأن تقيس كل ناحية على حدة حتى يسهل تشخيص النواحي وتفسيرها بعد ذلك ، وأن تغطي كل ما يراد قياسه.
-6-
أساليب التقويم
(1)التقويم الذاتي " الفردي":
ويقصد به تقويم المدرس لنفسه أو التلميذ لنفسه ، وتدعو إليه التربية الحديثة في كل مراحل التعليم وله ميزات نستطيع أن نوجزها فيما يلي :
تشتق فكرته من القيم الديمقراطية التي تقضي بأن يتحمل التلاميذ مسئولية العمل نحو أهداف يفهمونها ويعتبرونها جديرة باهتمامهم .
(أ) وسيلة لاكتشاف الفرد لأخطائه ونقاط ضعفه وهذا يؤدي بدوره إلي تعديل في سلوكه وإلى سيره في الاتجاه الصحيح .
(ج) يجعل الفرد أكثر تسامحاً نحو أخطاء الآخرين لأنه بخبرته قد أدرك أن لكل فرد أخطاءه
وليس من الحكمة استخدام هذه الأخطاء للتشهير أو التأنيب أو التهكم
(د) يعود الفرد على تفهم دوافع سلوكه ويساعده على تحسين جوانب ضعفه مما يولد الشعور بالطمأنينة والثقة بالنفس .
وهناك وسائل متنوعة التقويم الذاتي تساعد على تقويم الفرد ومن ذلك :
(أ) احتفاظه بعينات من عمله أو بسجل يسجل فيه أوجه النشاط الذي قام به .
(ب) مقارنة مجهوده الحالي بمجهوده السابق .
(ج) تسجيل النتائج التي أمكنه الوصول إليها ، والضعف الذي أمكنه التغلب عليه .
ومن أنواع التقويم الذاتي :
(أ) تقويم التلميذ لنفسه :
ونستطيع أن نعود التلميذ على ذلك بكتابة تقريرات عن نفسه وعن الغرض من نشاطه والخطة التي يسير عليها في دراسته وفي حياته الخالصة ، والمشكلات التي اعترضته ، والنواحي التي استفاد منها ، والدراسة التي قام بها ، ومقدار ميله أو بعده عنها ، ويمكن أن يوجه التلميذ إلى نفسه الأسئلة المناسبة ويستعين بالإجابة عنها على تقويم نفسه.
-7-
( ب) تقويم المعلم لنفسه :
يتلقى المعلم عادة منهجاً دراسياً لتدريسه لتلاميذه ، وهو بحاجة إلى أن يكون قادراً على تقييم إمكانياته ، ولما كان للمعلمين نقاط قوتهم وضعفهم فيجب أن يقوم كل منهم كل منهم بتقويم ذاته في جميع مجلات عمله ليعمل على تحسين أدائه وإليك بعض الأسئلة التي يستطيع المعلم استخدامها في هذا المجال :
(1) إلى أي حد تستطيع التعرف على مشكلات التلاميذ ؟
(2) إلى أي حد يسبب لك حفظ النظام في الفصل المتاعب ؟
(3) إلى أي حد تقدم لك المدرسة التسهيلات لحلها ؟
(4) إلى أي حد يتسع وقتك للاشتراك في النشاط المدرسي والإدارة المدرسية ؟
(5) إلى أي حد تحس بأن لدي تلاميذك القدرة على التحسن باستمرار ؟
(6) إلى أي حد يقوم التلاميذ بدور إيجابي في المناقشة وتوجيه الأسئلة ؟
(7) إلى أي حد تعامل تلاميذك كلهم معاملة واحدة على أنهم متساوون في كل شيء ؟
(
إلى أي حد ترى أن التجديد والابتكار والتجريب في الاختبارات المدرسية مفيد؟
(9) إلى أي حد تشعر بجدوى الاجتماعات المدرسية الدورية ؟
(10) إلى أي حد ترى أنك راض عن مهنتك ؟
(11) إلى أي حد توفر لك المدرسة الوسائل التعليمية ؟
(12) إلى أي حد يتعاون معك مدرسو المواد الأخرى فيما يتصل بمشكلات التلاميذ ؟
(13) إلى أي حد يقبل التلاميذ على أداء الواجبات المدرسية التي تكلفهم إياها ؟
(14) إلى أي حد يحقق تدريسك الأهداف العامة من التربية ؟
(15) إلى أي حد يحقق تدريسك الأهداف العامة لمادتك ؟
(16) إلى أي حد يتعاون معك التلاميذ في المدرسة والفصل ؟
(17) إلى أي حد يتسع وقتك لقراءة الصحف والمجلات ؟
(18) إلى أي تشجع تلاميذك على استعمال المراجع والقراءة الحرة ؟
(19) إلى أي حد يسع وقتك لتوطيد العلاقة بينك وبين البيئة وأولياء الأمور ؟
-8-
(جـ) تقويم المدرس للتلاميذ :
ينبغي أن يلجأ المدرس إلى جميع المصادر التي تمده بالأدلة والحقائق والشواهد على نمو التلميذ نحو الأهداف المنشودة سواء كانت هذه الأدلة كمية أو فرعية أو وصفية أو موضوعية أو ذاتية فمن الآباء يمكن للمدرس معرفة الظروف المنزلية التي تؤثر في التلميذ ، ومن ملاحظة سلوكه في المواقف المختلفة يمكن جمع معلومات وبيانات هامة عن ميوله واتجاهاته وانطوائه أو انبساطه ،وعن مدى ثقته بنفسه وكيفية تمضية وقت فراغه …الخ ومن الاختبارات والمقاييس المختلفة ، يمكن قياس جوانب شخصية التلميذ من ميول ومهارات ومعلومات واتجاهات وقدرات وقيم وعادات ، ومن الضروري أن تسجل مثل هذه الملاحظات والبيانات المجموعة عن التلميذ أولا بأول في سجلات أو بطاقات تعطى صورة عن التلميذ في شتى النواحي .
(2)التقويم الجماعـي :
ويتضمن ثلاثة أنواع يتمم بعضها بعضاً مثل :
تقويم الجماعة لنفسها :
وذلك لمعرفة مدى ما وصلت إليه من تقديم نحو الأهداف الموضوعة مثل تقدم التلاميذ لأنفسهم أثناء القيام بالوحدات أو المشروعات أو بالأنشطة كالرحلات أو الزيارات أو بعد الانتهاء منها. وعادة يتم التقويم الجماعي لأعمال الجماعة نفسها بتوجيه من المدرس وتحت إشرافه فيناقشهم فيما قاموا به من دراسة ونشاط ، وما حققوه وما لم يحققوه والصعوبات ومداها وكيف تغلبوا عليها ومدى إتقانهم للعمل ووسائل تحسينه .الخ
تقويم الجـماعة لإفــرادها:
وهذا النوع من التقويم يتصل بالنوع السابق ، وهو ينحصر في تقويم عمل كل فرد ومدى مساهمته في النشاط الذي تقوم به الجماعة ويقوم المدرس فيه بالتوجيه والتشجيع ليتقبل التلميذ النقد البناء الذي يساعد على التحسين ، وليشعر التلميذ بالثقة في نفسه وتقدير الجماعة لجهده مهما بدأ هذا الجهد صغيراً .ومن خلال هذا النوع من التقويم يتعلم التلاميذ آداب الحوار والالتزام بالنظام أثناء المناقشة فلا يتكلم أي تلميذ إلا إذا سمح له بذلك ، كما يتعلم أن عملية النقد تتطلب إبراز النقاط الإيجابية والنقاط السلبية معاً ، وإن الاختلاف في الرأي يعتبر ظاهرة صحية ، وعلى كل تلميذ أن يثبت صحة رأيه بطريقة مقنعة للآخرين .
-9-
تقويم الجماعة لجماعة أخرى :
لا يمكن للجماعة أن تكون فكرة تامة عن نفسها إلا بمقارنتها بجماعة أخرى تقوم بنفس العمل أو بأعمال مشابهة . كما يحدث في الأنشطة الرياضية أو معارض المدارس والحفلات حيث تتعرض عملية التقويم لخطة كل فريق وتنفيذها أو لطريقة حل المشكلات التي تواجه الجماعات.
وهذا النوع من التقويم يؤدي إلى تعاون تلاميذ المجموعة الواحدة ونشر روح الحب والإخاء والصداقة بينهم لأنهم جميعاً يعملون من أجل هدف واحد تنعكس نتائجه عليهم جميعاً .
وهذا النوع من أساليب التقويم قليل الانتشار في مدارسنا ويجب تدعيمه بكافة الوسائل الممكنة حتى تسهم التربية في خلق جيل جديد تسود بين أفراده روح المحبة والتعاون .
المراجع
1ـ ترجمة الدكتور وهيب سمعان وآخرون ( التقويم في التربية الحديثة) 1965م.
2ـ الدكتور أبو الفتوح رضوان وآخرون ( المدرس في المدرسة والمجتمع ) القاهرة مكتبة الأنجلو المصرية 1956م.